العزوف عن الدراسة وكيفية معالجتها
بقلم: محمد أحمد
يبذل الوالدان الكثير في الجهد في تحفيز الأبناء على التعلم والاجتهاد والمثابرة إلا أن هذه الجهود لا تثمر أحياناً وتواجه بعض الصعوبات المستعصية، ومن مظاهر هذا الإخفاق في التحفيز ظاهرة العزوف عن الدراسة عند بعض الأبناء، وهذه الظاهرة في الحقيقة من أكثر الظواهر التربوية تعقيداً والتي يصعب الحديث فيها عن توصيف جاهز للأسباب والمعالجات.
فأحياناً تعود أسباب العزوف إلى الأسرة وزيادة توقعات الوالدين من الأبناء وشعور الأبناء بعجزهم عن تحقيق هذه التوقعات، فتتنامى لديهم عقدة المدرسة والدراسة. وأحياناً تتحمل المدرسة ومعلميها ومناهجها مسؤولية قتل حافزيه الطالب بغياب الأنشطة المتنوعة التي تلبي احتياجات الطلبة وعدم ملامسة المنهج لقضايا حياتية واقعية، والفشل في إشباع غرائز حب التطلع المعرفي والثقافي، أو استخدام العنف المادي أو المعنوي وفي كل الأحوال.
وبصورة عامة فإن مواجهة ظاهرة العزوف عن الدراسة مسؤولية مشتركة تتحمل مسؤوليتها الأسرة والمدرسة بالعمل سوياً على تحويل البيئة المنزلية إلى بيئة تحفز على التعليم بدون ضغوط مبالغ فيها تؤدي إلى نتائج عكسية، وكذلك تحويل البيئة المدرسية إلى بيئة جذابة وممتعة وغنية بالبدائل الكثيرة من الأنشطة التي تستجيب لاحتياجات جميع الطلبة مع مراعاة الفروق الفردية.
وفي كل الأحوال فإن هذه الظاهرة تؤكد أهمية وجود خبراء وأخصائيين في الإرشاد النفسي والاجتماعي لدراسة كل حالة على حدة واقتراح المعالجات المناسبة.