تشكل الثورة الرقمية اليوم، تحديًا حضاريًّا وثقافيًّا وقيميًّا غير مسبوق؛ نظرًا لانتشارها الواسع، وسهولة الوصول فيها للمرغوب، مع تضاؤل مستوى الرقابة عليها، فضلًا عن دخولها في كل منحى من مناحي الحياة، التي جعلت عقول الناس مسرحًا للأفكار، وأبصارهم وأسماعهم، ممرًّا لمئات الملايين من الرسائل اليومية، بالإضافة إلى ما أحدثته من تغيير عميق في البنية الاجتماعية والنفسية، وتأثير كبير على الثروة المعرفية، واللغوية.

كل هذا يستوجب على الفاعلين الاجتماعيين، أن يتدارسوا الموضوع من كل جوانبه، خاصة تلك المتعلقة بالانعكاس الإيجابي أو السلبي، على الهوية القيمية للمجتمعات، والسلم القيمي للأفراد، ومصفوفة القيم للمؤسسات، وأثر ذلك على الأجيال المنوط بها بناء مستقبل مزهر، كما يُحتِّم علينا جميعًا استشراف المستقبل من الزاوية القيمية في ظل الثورة الرقمية.

من أجل هذا، دعا مركز تربية في مجموعة تعلم للتعليم والتدريب، لعقد مؤتمره الثاني تحت عنوان (القيم والعصر الرقمي)؛ ليضيف بذلك لبنة جديدة، في هذا البنيان، راجين من الله التوفيق والسداد.